الخميس، 15 فبراير 2018

السلامة المرورية للاطفال


 من المسلم به أن من أكثر ما يقلق الآباء والأمهات في أوقات غياب أطفالهم عنهم هو مسألة السلامة المرورية، وحقَّ لهم أن يقلقوا، إذ يقول تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية: "إن الحوادث هي السبب الرئيس للوفاة بين الأطفال"، ويشير إلى سقوط نحو 50 ألف قتيل سنويًّا بسبب الحوادث، ويلفت إلى أن المشكلة أشد في البلدان النامية. أثبت العديد من الدراسات والأبحاث أن الأطفال يشكلون نسبة مرتفعة من ضحايا الحوادث المرورية (لا سيما المشاة منهم). ولا بد من «وقاية» الأطفال من الحوادث المرورية أو التخفيف من حدوثها، والحدّ من آثارها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية وذلك من خلال برامج توعية خاصة ومعالجة المشاكل المرورية عبر برامج ملائمة تساهم في تفعيل سبل الوقاية من هذه الحوادث. من هنا تأتي أهمية وضع برنامج تربوي لتلافي الحوادث المرورية عند الأطفال، يستمد إطاره النظري من القواعد المرورية التي تحقق السلامة.

لكن التقرير الذي يبعث القلق يبث الأمل في الوقت نفسه، إذ يمكن خفض عدد الوفيات إلى النصف تقريبًا بقليل من التدابير الوقائية البسيطة، وبعض تلك التدابير نتطرق إليها عبر هذه النصائح:

للسلامة المرورية عوامل ثلاث هي: المركبة، والسائق، والمشاة الذين نتحدث عن الأطفال منهم هنا، ولسلامتهم لابد من توعية يبدأها الأهل وتكملها النظم التعليمية، فراقبْ أطفالَكَ إن كنت معهم، ولا تدع الأطفال الصغار يَعْبرون الشارعَ وحدهم، ولا تسمح لهم باللعب أَو المَشي قُرْب إشارة المرورِ، أما عند توجههم للمدارس أو خروجهم إلى الشارع لأي سبب آخر؛ فالتوجيه مقدمًا هو الأفضل.

ومن النصائح التي يمكن توجيهها للأطفال في هذا الصدد: المشي على الأرصفة أو على حافة الطريق في حال عدم وجود رصيف، ولقطع الطريق على الطفل أن يتحقق من حالة إشارة المرور إن وجدت، ويلقي نظرة إلى اليسار ثم إلى اليمين.

وأيضًا علّم أطفالك عدم اللعب في الشارع بعد الخروج من المدرسة؛ بسبب كثرة الحافلات المخصصة لنقل الطلبة، وعدم اللعب بالقرب من هذه الحافلات كذلك؛ تحسبًا لتحركها في أي لحظة، وبعد النزول من السيارة على الطفل ألا يمر من أمامها أو من خلفها، ولا يقطع الشارع إلا بعد التحقق من انتباه السائق أو انتظاره حتى يغادر المكان، مع الانتباه إلى أن يكون الركوب والنزول من الأبواب في الجهة اليمنى.

وينبغي تحذير الأطفال من ركوب الدراجات الهوائية في الشارع، وإن حدث ذلك يجب الحذر من الازدحام، ويفضل النزول عنها والمشي على الأقدام في حال الازدحام الشديد.

ولحماية الأطفال داخل السيارة، يمكن استخدام الكراسي الخاصة بالأطفال، وينبغي وضعهم في كراس تناسب سنهم ووزنهم، مع تعويدهم استخدام حزام الأمان، وإلى جانب ذلك يُمنع الطفل من إخراج يده أو رأسه من نافذة السيارة، وعدم السماح للأطفال دون سن العاشرة بالجلوس في المقعد الأمامي، مع استخدام أقفال الأمان للأبواب حيثما وجدت عندما يكون الأطفال داخل المركبة، والأهم هو مراقبة السائق لهم طيلة مدة التنقل.زيادة الوعي المروري عند الأطفال لتلافي وقوع الحوادث المرورية، ما يستلزم توافر منفذي برامج ذوي كفاية ومعرفة بقوانين المرور والإعلام المروري والسلوك المروري، مع مراعاة مستوى الأطفال المستهدفين، عقلياً وتعليمياً واجتماعياً، واستخدام وسائل اتصال مناسبة ومتعددة.
في إطار رفع مستوى الوعي المروري للأطفال نقترح الآتي:
تدريب الأطفال على آداب السلوك المروري وتزويدهم معلومات مرورية عن قواعد النزول والركوب من السيارة أو الباص، وقواعد عبور الطريق، والطريقة الصحيحة للجلوس في السيارة أو الباص المدرسي.
تدريبهم على مهارات العناية بالذات لتلافي الحوادث المرورية (في أثناء إجتياز الشارع، أو اللعب في الطرقات العامة ...)، ويكون ذلك من خلال تعليمهم وتعريفهم على الإشارات الضوئية والمرورية المتعلقة بالسائقين والمشاة، وكيفية التعامل معها.
أما أهم المعايير التي ينبغي التقيد بها في مجال توعية الأطفال حول مبادئ السلامة المرورية فهي:
1. مراعاة المرحلة العمرية للأطفال الذين نتوجه إليهم 2. مراعاة التنوع والتشويق في إعطائهم المعلومات وتدريبهم على المواقف.
استراتيجيات ..
بالنسبة الى القيّمين على برامج توعية الأطفال حول السلامة المرورية، فهم يضطلعون بأدوار مهمة، اذ تقع على عاتقهم مهام إعطاء المعلومات وتوجيه سلوك الأطفال وتصحيح معلوماتهم الخاطئة حول قواعد المرور المختلفة.
إن توعية الأطفال ينبغي ان تلتزم استراتيجيات معينة أهمها:
1. استراتيجية الإقناع وما تقتضيه من أدلة عقلية وواقعية حول الوعي المروري وقوانين المرور 2. استراتيجية الضغط بهدف وضع محددات للسلوك المروري 3. استراتيجية المشاركة الخاصة في أثناء التدريب 4. استراتيجية تغيير السلوك المروري الخاطئ، عن طريق التوضيح، والاعتراض، والتعليم، والتدريب، والتفسير 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق